الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

ولاد شوارع .. ف الميدان

فتـّحت عيني رضيع
على سقف "ستة اكتوبر"
من ماية الشتا
الكوبري ده غطاني

وبـَلِف أبيع مناديل
أو ف السبيل .. عابر
ولما آآآجي أرّوح
رصيفه عنواني

سمّونا ..  ولاد شوارع
يبقى الشارع أبونا ؟!
قالوا ده شارع الحكومة
قلنا ... دي مِـراة أبونا .

الليلة كنت جعان
جانا ضيوف كتير
باتوا معانا ف الميدان
جايبين معاهم خير

كانوا بيهتفوا : حُـرية
عايزين كرامة وعدل
صَـبـَحنا صحاب قوام
وعرفت معنى الأهل

و ف ليلة زي العيد
طرَح الميدان زغاريط
قالوا مُـنانا اتحقق
أُس الفساد .. غار

نِـزلتْ من عيني دمعة
هتمشوا وتسيبونا ؟!
ده احنا عِشرة ميدان
يا معشر الثوار

فرحان أنا ليكوا
فرحان أنا بيكوا
بس أمانة عليكوا
ابقوا تعالوا زوروني
واوعوا ف يوم تنسوني
ده حلمكوا اتحقق
يمكن .. عشان أنا فيكوا







الاثنين، 29 أغسطس 2011

بألف سلامة يا رمضان


لما جيت فرّحتنا .. قرّبتنا من ربنا .. رجّعتنا لبعضنا
يا أكرم ضيف
بمجيّتك لينا تُـبْـنا .. واطمّنت بيك قلوبنا .. دلوقتي ماشي وسايبنا
كأنك طيف

وبألف سلامة يا رمضان .. هتوحشنا يا شهر الخير
هنستناك تيجي تاني  ...  أمانة متغيبش كتيــــر
بألف سلامة يا رمضان .. هتوحشنا يا شهر الخيـر
فُراقك والله على عينا .. نشوف وشك بأة بخيــر

نشوفك السنة الجايّـة .. إن عِشنا وطال عُمرنا
وإن راح نَـفَـسْـنا م الدنيا .. نشوفك يوم ما تِـشفـع لنا

وبألف سلامة يا رمضان .. هتوحشنا يا شهر الخير
هنستناك تيجي تاني  ...  أمانة متغيبش كتيــــر
بألف سلامة يا رمضان .. هتوحشنا يا شهر الخيـر
فُراقك والله على عينا .. نشوف وشك بأة بخيــر

يا رب اقبل صيامنا .. وللسنة الجايّـة احيينا
وإن تُـهْـنا بعد ما تُـبْـنا .. بلِّـغنا رمضان يهدينا
دي فرحته ما بيهوِّنها .. غير هلِّـة العيد علينا

ضد الطوفان (6)


مساء الثلاثاء 1 فبراير 2011

"إن حسني مبارك الذي يتحدث إليكم اليوم يعتز بما قضاه من سنين طويلة في خدمة مصر وشعبها. ان هذا الوطن العزيز هو وطني مثلما هو وطن كل مصري ومصرية فيه عشت وحاربت من اجله ودافعت عن ارضه وسيادته ومصالحه وعلى ارضه اموت وسيحكم التاريخ علي وعلى غيري بما لنا او علينا".
انتهى رئيس الجمهورية من خطابه ، كانت الملايين في الميدان ينصتون إليه جيدا ،
 قال أحمد  : كدة حلو أوي يا جماعة .. مش هيرشح نفسه تاني .. ومش هيرشح ابنه .. وهيعمل تعديلات دستورية .. وحكومة جديدة .. نديلو فرصة أخيرة ، ست شهور ، والماية تكدب الغطاس ، ولو منفذش اللي وعد بيه .. ساعتها نرجع تاني ، وأهو الميدان موجود .
في حين رد عليه حسام : لو روّحنا هيقضّي الست شهور دول ف تأديبنا ع اللي عملناه ... صحيح بعدها الميدان هيكون موجود ، لكن احنا مش هنبأى موجودين ، هنبأى ورا السجون وف المعتقلات ، هيصطادونا واحد واحد من بيوتنا ... عشان يربونا .
تدخل مصطفى في الحوار قائلا : يا شباب احنا جينا هنا يوم 25 يناير عشان نعبّر عن رأينا ، ومحدش يحجر علينا ، اللي عايز يمشي يمشي ، واللي عايز يفضل يفضل ، فيه ناس هنا عايزانا نمشي ، قالوا علينا مندسين ، وهما اللي مندسين وسطنا ، كل واحد يحسبها مع نفسه ويقرر ، من غير ما يأثر ع اللي حواليه .
ـــــــــــــــــــــــــ
عصر الأربعاء 2 فبراير 2011

-         نعم لمبارك من اجل الاستقرار، نعم لرئيس السلم والسلام ... لو مبارك سابنا هنضيع
هكذا كانت العبارات على اللافتات التي يحملها عشرات الأشخاص في ميدان مصطفى محمود ، يتقدمهم مجموعة من نجوم الفن وكرة القدم ، شاهدهم متظاهري ميدان التحرير عبر شاشات التلفزيون ، قال حسام : والله حرام اللي بيحصل ده .
رد عليه مصطفى :  متلازمة ستوكهولم .
-ايه متلازمة ستوكهولم دي ؟
- دي حاجة كدة ف علم النفس ، بتتقال على الشخصيات اللي بيتعرضوا لظلم وتعذيب ، فبيخافوا من اللي بيظلموهم ، وبيحسوا إن أحسن طريقة عشان يتجنبوا أذاهم أنهم يرضوهم .. حاجة كدة زي القط يحب خنّاقه .
- شايف نجوم الفن ، اللي ياما عملوا أفلام عن الظلم اللي بنتعرض له ، أول ما الناس قامت بثورة ع الظلم ... وقفوا مع النظام .
- مش غريبة عليهم ... الفن والكورة طول عمرهم أدوات النظام عشان يلهوا الناس عن السياسة.
انقطع حديث حسام ومصطفى بالمشهد الذي أمامهم ، فقد هجمت مجموعة من ( الجـِمال ) ومن ورائها المئات ، قادمون ومعهم أجولة من الطوب وكسر الزجاج ، يلقون بها على المتظاهرين ، لم يقف المتظاهرون مكتوفي الأيدي ، كان لا بد من أن يدافعوا عن أنفسهم ، استمر الكر والفر بين متظاهري الميدان ، والمعتديين عليهم ، وقوات الجيش تشاهد الفريقان يتقاتلان ، فمرة تطلق أعيرة في الهواء ، ومرة تُدخل سيارة بين الفريقين ، والفريقان على ما هم عليه من القتال ، استمرت المعركة عدة ساعات من النهار ، ومع غروب الشمس ، اقتحمت مجموعات من الرجال بوابات العمارات المحيطة بالميدان ، وصعدوا إلي أسطحها ، وبدأوا يُلقون زجاجات المولوتوف على المتظاهرين . كان مصطفى يقف مع صديقه حسام يلقون الطوب على المعتديين على الميدان ، رأى مصطفى أحمد ، الذي كان قد غادر الميدان مساء الأمس ، لشعوره بأن ما قال له الرئيس كاف ، رآه يقذف الطوب معهم على المعتديين على الميدان ، ابتسم مصطفى قائلا له : نديلو فرصة أخيرة والماية تكدب الغطاس .. هاه ؟ نظر أحمد فوق رأسه قبل أن يجذب مصطفى بشدة نحوه قائلا : خلي بالك ، فسقطت زجاجة مولوتوف بجوار قدم مصطفى . استمرت قذائف المولوتوف حتى منتصف الليل ، وحينها بدأ الرصاص الحي ينصب على من بالميدان ، ووسائل الاعلام تنقل الأحداث بالصوت والصورة ، تحدث أحد المسئولين بالجيش إلي وسائل الاعلام قائلا : لن نتدخل .. فنحن على الحياد !
إن القاضي الذي هو مضرب المثل في الحياد ، يحكُم على المتهم المُدان لأنه بدأ بالاعتداء ، فوجب تأديبه والقصاص منه ، وذلك لا ينتقص من حيادية القاضي شيئا ، فالقاضي لا يعتذر عن النظر في الدعوى ليحتفظ بدوره الحيادي ، إنما يعتذر في حالة واحدة فقط ، وهي أن يكون على علاقة بأحد الطرفين ، علاقة وثيقة .. بالمجني عليه ...  أو بالجاني !
مع ساعات الفجر ، هدأت المعركة قليلا ، وبعد أن أدى مصطفى صلاة الفجر مع بعض المتظاهرين ، ظل جالسا في مكانه يردد بعض الأذكار ، وقع نظره حينها على تلك الصورة الفوتوغرافية المُعلـّقة على ارتفاع عدة أمطار من أرض الميدان ، كانت صورة فوتوغرافية للواء محمد البطران شهيد الشرطة ، رأى من ورائها السماء ،وعلى الرغم من أن القاهرة في هذا الوقت يسودها مناخ شتوي يُضفي على سمائها لون رمادي كريه ، كانت السماء صافية من الغيوم ، أطال مصطفى النظر إلي الصورة ، خُيّل إليه أنه يعرف هذا الرجل من قبل ، ربما قابله في مكان ما ، ولكنه لا يتذكر هذا المكان ، خُيل إليه أن اللواء في الصورة يبتسم له ، دعك عينيه جيدا ، وأعاد النظر إلي الصورة ، فوجده فعلا يبتسم ، وقتها  ... سمع صوتا في أذنه يقول له : متقلقوش ... محدش هيقدر يمس شعرة واحدة منكم .. طول مانا موجود .
يُتبع 


الأربعاء، 24 أغسطس 2011

ضد الطوفان (5)



عصر الأحد 30 يناير 2011
كان مصطفى يقف بالميدان وسط ألاف المتظاهرين حينما بدأت طائرة عسكرية في الاقتراب منهم ، أخذت الطائرة تقطع الأجواء فوق روؤسهم ذهابا وايابا ، انقبضت صدور جُل من في الميدان ، ماذا تريد تلك الطائرة ؟ ماذا ستفعل ؟ ومن الذي أرسلها ؟ أمن المعقول أن الجيش سيقوم بضرب المتظاهرين ؟ ألم يعـِد أنه لن يفعل ؟ هل ضغط رئيس الجمهورية على رجال القوات المسلحة باعتباره القائد الأعلى لهم ؟ الطائرة تقترب وتدور ، ودقات القلب تزداد في الصدور ، حينها تذكر مصطفى ذلك المشهد السينيمائي الذي يشاهده كل عام في فيلم  " الرصاصة لا تزال في جيبي " عندما كانت الطائرة تطارد بطل الفيلم في الصحراء بعد نكسة 1967 ، لم يُرد قائد الطائرة في الفيلم أن يقتل البطل ، كان فقط يريد أن يُخيفه ويرعبه، ربما يقتله الخوف ، لم يطلق عليه أي رصاصة ، ولكنه أخذ يقطع الأجواء فوق رأسه ذهابا وايابا كما تفعل تلك الطائرة الآن .
وما المشكلة أن أموت ؟ هل أنا أفضل من الذين ماتوا ؟ هل أنا أكره أن أكون شهيدا ؟ أليس من خرج مدافعا عن أهله فهو شهيد ؟ ، فأنا أدافع عن أهلي ، ليس أدافع عنهم من شخص يريد قتلهم ، ولكنني أدافع عنهم من شخص قتلهم بالفعل وهم أحياء ، قتلهم بالفقر والمرض والجهل والذل ، أخذ الجميع يردد في صوت واحد " الشعب يريد اسقاط النظام .. الشعب يريد اسقاط النظام " ، وعلى احدى سماعات الصوت العملاقة الموجودة في الميدان انطلقت أغنية النشيد الوطني السابق لمصر : لك يا مصر السلامة وسلاما يا بلادي .. إن رمى الدهر سهامه ألتقيها بفؤادي .. واسلمي في كل حين .
____________________________________
 مساء الثلاثاء 1 فبراير 2011
كان مقر الحزب الوطني قد أحرقه المتظاهرون في يوم الجمعة السابق ، ورغم ذلك لم يكن صعبا عليه أن يحصل على مكان آمن لعقد اجتماع طارئ بكبار رجال الحزب ، والذين جميعهم من كبار رجال الأعمال ، طلب أن يعقد الاجتماع في أحد مقار أمن الدولة ، وتمت الموافقة على طلبه ، فقد كانت هناك أوامر عليا  بعقد هذا الاجتماع في أسرع وقت ، امتلأت القاعة بنحو عشرين رجل وامرأتان ، جلس هو على قمة المائدة ، مبتدئا الجلسة بقوله :
-         جرى ايه يا بهوات ، احنا هنفضل قاعدين نتفرج على شوية العيال دول وهما بيولعوا البلد

ن أحداث الأيام القليلة الماضية تفرض علينا جميعا شعبا وقيادة الاختيار ما بين الفوضى والاستقرار"

رد أحد الجالسين والسيجار في يده : دول شوية عيال مش فاهمين حاجة والاخوان وأحزاب المعارضة مقويين قلبهم .

" تحولت تلك التظاهرات من مظهر راق ومتحضر لممارسة حرية الرأي والتعبير الى مواجهات مؤسفة تُحرِّكها وتُهيمن عليها قوى سياسية سعت الى التصعيد وصب الزيت على النار واستهدفت أمن الوطن واستقراره "

قالت إحدى السيدتين الجالستين : أنا مش فاهمة هما عايزين ايه تاني ؟! الحكومة وأستقالت ، جمال مبارك واستقال م الحزب ، والريس عيّن عمر سليمان نايب له.

"إن مسئوليتي الأولى الآن هي استعادة أمن واستقرار الوطن لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة في أجواء تحمي مصر والمصريين"

قال رجل آخر : ده غير الدعوة للحوار اللي عاملها عمر سليمان بتكليف من الريس

"وبالنظر لهذا الرفض لدعوتي للحوار .. وهي دعوة لا تزال قائمة .. فانني اتوجه بحديثي اليوم مباشرة لابناء الشعب .. بفلاحيه وعماله .. مسلميه واقباطه .. شيوخه وشبابه .. ولكل مصري ومصرية .. في ريف الوطن ومدنه على اتساع ارضه ومحافظاته"

رد أحد الجالسين على سؤال السيدة : قال ايه .. عايزين الريس يمشي زي ما حصل ف تونس ، مع إن ده استحالة يحصل ، مصر عمرها ما كانت ولا هتكون زي تونس

"واقول بكل صدق وبصرف النظر عن الظرف الراهن أنني لم اكن انتوي الترشح لفترة رئاسية جديدة فقد قضيت ما يكفي من العمر في خدمة مصر وشعبها"

تدخّل هو على الفور قائلا : سيبكوا من الكلام ده كله دلوقتي .. لا هيقدّم ولا هيأخر .. العيال اللي ف الميدان دول بيكتسبوا قوتهم من حاجة واحدة .. هي وجودهم في الميدان .. والشرطة مقدرتش عليهم ، والجيش لما نزل مخوِّفهومش ... يبقى ايه الحل ؟
رد البعض ورائه كالبغبغاءات : ايه الحل ؟ .. ايه الحل ؟
قال هو : العالم كله شايف ملايين بتعارض ، يبأى لازم يشوف ملايين بتأيّد ، ولازم العيال دي تمشي من الميدان ، إذا كانت لا الشرطة ولا الجيش قدروا يمشوّهم ، يبأى نحاربهم بسلاحهم .. الناس ، نجيبلهم ناس .. تمشّيهم م الميدان .
قال الذي في يده السيجار : والناس دي هنجيبها منين ؟ هنشتريها ؟
فردَّ فائلا : وفيها ايه لما نشتريها يا (ابراهيم بيه) ، احنا بنشتري أرواحنا ومصالحنا اللي بتضيع.
خرجت السيدة الأخرى عن صمتها قائلة : ميدان التحرير فيه فوق المليون شخص ، وعشان خطتنا تنجح لازم نعمل حاجة تخلي العدد ده يقل شوية ، وعدد اللي هيهجموا ع التحرير يزيد ، لازم تحصل حاجة كبيرة نكون متأكدين إن بيها ... هنكسب عطف الناس .

"إن حسني مبارك الذي يتحدث إليكم اليوم يعتز بما قضاه من سنين طويلة في خدمة مصر وشعبها. ان هذا الوطن العزيز هو وطني مثلما هو وطن كل مصري ومصرية فيه عشت وحاربت من اجله ودافعت عن ارضه وسيادته ومصالحه وعلى ارضه اموت وسيحكم التاريخ علي وعلى غيري بما لنا او علينا".
يُتبع

الاثنين، 15 أغسطس 2011

بنحبك .. يا ريس


أغسطس 1991
المكان : قرية في الريف المصري

أمام مبنى الهيئة الزراعية وقف وحوله العشرات من أهالي القرية يقول لهم بلكنته الريفية : " كل اللي عنده بجرة أو جاموسة يطلعها على الطريج العمومي ، والأستاذ (حسّاب ) أمين الخزنة في اللجنة الزراعية هيدي كل واحد فيكوا خمسة جنيه على كل راس ، يعني اللي يجيب راس هياخد خمسة جنيه ، واللي يجيب راسين هياخد عشرة جنيه ، وكل سنة وانتو طيبيييين . "
كان سيادة رئيس الجمهورية في المقعد الخلفي لسيارته  محاطا بعدد كبير من السيارات والموتوسيكلات التابعة للحرس الجمهوري ، متوجها نحو احدى القرى الريفية لتصوير لقاء تليفزيوني مع بعض المزارعين وسط الأرض الزراعية ، وأثناء مروره رأى أعدادا هائلة من الأنعام على جانبي الطريق ، ابتسم الرئيس وسأل أحد رجال الحرس الجالسين في المقعد الأمامي للسيارة : ايه ده يا فريد ؟
رد عليه فريد قائلا : دي ثروة حيوانية يا باشا ، البلد فيها خير.. معاليك .
لم تكن تعلم الأنعام أن هناك صفقة ما قد تمت ، وأموال قد دُفعت ليصطفوا في انتظار رؤية سيادة الرئيس لهم .
* * * * * *

أغسطس 2011
المكان : أكاديمية الشرطة – القاهرة

أمام مبنى الأكاديمية وقف العشرات من محبي سيادة الرئيس المتنحي المعارضين لمحاكمته ، لأنه بطل حرب اكتوبر ، ورمز وطني ، ويعتبر الأب الروحي لهم ، وقفوا يرددون : " هنهدّ السجن ونولع فيه .. لو حسني مبارك حكموا عليه " ... " اللي حصل ف العراق .. مش هيحصل لأبو علاء " .. " بنحبك .. يا ريس "
كان الرئيس المخلوع في طيارته محاطا بعدد كبير من الأطباء التابعين لمستشفى شرم الشيخ ، متوجها نحو أكاديمية الشرطة بالقاهرة ، حيث محاكمته لقتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير ، لاحظ محامي الرئيس المخلوع أن حالة الرئيس النفسية والمزاجية سيئة ، فشغّل جهاز التلفزيون الموجود بالطائرة ، والذي كان يعرض المحاكمة على الهواء مباشرة ، رأى الرئيس أعدادا غير هائلة من الأنام يقفون أمام مبنى الأكاديمية يهتفون له ، ابتسم وسأل محاميه : ايه ده يا فريد ؟
رد عليه فريد قائلا : دول الناس اللي بيحبوك يا ريس .. البلد لسة فيها خير.. معاليك .
لم يكن يعلم الأنام أن هناك صفقة ما قد تمت ، وأموال قد دُفعت ليصطفوا في انتظار رؤية سيادة الرئيس لهم .

الأحد، 14 أغسطس 2011

ضد الطوفان (4)

ليل الجمعة 28 يناير 2011
كانت دبابات الجيش قد وصلت إلي ميدان التحرير ، واحتفى بها كل من في الميدان ، صعدوا فوقها رافعين أعلام مصر ، مرددين شعارا واحدا : " الجيش والشعب .. ايد واحدة " كان من بين الموجودين في ميدان التحرير ..(مصطفى) ، وهو شاب في العشرينات من عمره ، رنّ هاتف المحمول الخاص به ، كان المتصل هو صديقه وجاره (مايكل) 
مصطفى : ايه يا مايكل .. فينك ؟
مايكل : أنا عند البيت ، سمعت أخر الأخبار ؟
-          خير
-          بيقولوا فيه مفتش مباحث في الفيوم اتقتل ، وفيه مساجين كتير هربوا ، وبيحذروا الناس ، ويقولوا لهم ارجعوا بيوتكم حافظوا على ممتلكاتكم
-          وانت بتاكل من الكلام ده يا معلم ، دي حركات عشان الناس تسيب الميدان
-          مانا فاهم ، بس الحرص واجب برضو ، البلد ماعدش فيها شرطة ، والجيش ميعرفش يتعامل ، تخيل .. ظابط الجيش معدي علينا وهو راكب الدبابة ، يقول لنا لو فيه حرامي ابقوا امسكوه وبعدين اتصلوا بيا عشان آجي أخده
-          إنت كدة قلقتني ، أمي وأختي لوحدهم ف البيت
-          ماتقلقش يا ريس ، احنا هنا عاملين لجنة شعبية ، وسهرانين انهاردة لحد الصبح ف الشارع .. نحمي المنطقة .. خليك إنت ف الميدان ، مش لازم حد يروّح م الميدان
-          والله الواحد مش عارف يقول لك ايه يا مايكل ، يعني بالنهار تحمينا واحنا بنصلي من الشرطة ، وبالليل تحمي بيوتنا من الحرامية
-          متقولش حاجة يا درش .. احنا واحد
صمت مايكل قليلا قبل أن يقول مندهشا : ايه ده ؟
مصطفى : فيه ايه ؟
مايكل : شريط ع التلفزيون بيقول : عاجل .. مبارك يلقي خطابا بعد قليل
مصطفى : معقول ؟ ... أخيرا
مايكل : لما نشوف هيقول ايه
 ـــــــــــــــــــ
-          " لقد طلبت من الحكومة التقدم باستقالتها اليوم ، وسوف أكلف الحكومة الجديدة اعتبارا من الغد بتكليفات واضحة ومحددة للتعامل الحاسم مع أولويات المرحلة الراهنة . وأقول من جديد أنني لن أتهاون في اتخاذ أية قرارات لتحفظ لكل مصري ومصرية أمنهم وأمانهم ، وسوف أدافع عن أمن مصر واستقرارها وأمان شعبها ، فتلك هي المسئولية والأمانة التي أقسمت يمينا أمام الله والوطن بالمحافظة عليها . حفظ الله مصر وشعبها وسدد على الطريق خطانا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته "

كان رئيس الوزراء يرتدي بيجامة رمادية اللون يجلس وحيدا في غرفة مكتبه بمنزله ، عندما أغلق جهاز التلفزيون الذي أمامه ، بعد أن استمع إلي خطاب رئيس الجمهورية ، واعلان خبر اقالة حكومته .. مرت أحداث حياته أمام عينيه وكأنها شريط سينيمائي ، منذ أن تخرج من كلية الهندسة في العام 1973 ، وحصل على ماجيستير تكنولوجيا الاتصالات من جامعة كندا في 1983 ، وعمل بعدها مدرسا ثم أستاذا بكلية الهندسة ، ومديرا تنفيذيا ثم نائبا لرئيس المجلس الاستشاري بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ، ومن خلال هذا المركز استطاع أن يخطط وينفذ عدة مشروعات للدولة من أهمها مشروع الرقم القومي وانشاء شبكة الانترنت في مصر ، مما جعله أول وزير للاتصالات في مصر ، وبعدها رئيسا للوزراء ، فكلا المشروعين قد أعجب رئيس الجمهورية ، فالرقم القومي يـُمكّن الأجهزة الأمنية من احكام القبضة الحديدية على البلاد ، وشبكة الانترنت تساهم في المجال الاقتصادي عن طريق تحويل أموال المصريين العاملين بالخارج إلي الداخل ، وتحويل أموال المصريين العاملين وغير العاملين بالداخل إلي الخارج .
ما زال يتذكر اليوم الذي كلّفه فيه رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة ، وكيف أمره بأن هناك وزارات سيادية تخرج عن نطاق عمله كرئيس للوزراء ، منها وزارة الداخلية .
ما زال يتذكر أخر حديث جرى بينه وبين وزير الداخلية ،عندما كان الوزير يأمره بالاتفاق مع شركات المحمول والانترنت بقطع الخدمة ، ما زالت جملته الأخيرة ترن في أذنه .. "انت فاكر  يعني قرار زي ده أنا ممكن أخده من دماغي .. ده كان الريّس يطير فيها رقبتي" .
شعورا ما بداخله كان يخبره بأن هذا الوزير لن يستمر في منصبه بعد الأحداث التي تعرضت لها البلاد اليوم ، وأن رقبة هذا الوزير ربما تطير من على دماغه فعلا ، ليس لأي شئ سوى ... لأنه لم يستطع تنفيذ الخطة كما رُسمت له .
يُتبع

الجمعة، 12 أغسطس 2011

ضد الطوفان (3)


مساء الجمعة 28 يناير 2011
-          " أصدر الحاكم العسكري قرارا بحظر التجول بمحافظات القاهرة الكبرى والأسكندرية والسويس من الساعة السادسة مساء حتى السابعة صباحا اعتبارا من اليوم الجمعة الموافق الثامن والعشرين من يناير 2011 ولحين اشعار آخر ، كما أصدر الحاكم العسكري قرارا بأن تقوم القوات المسلحة بالتعاون مع جهاز الشرطة لتنفيذ هذا القرار والحفاظ على الأمن وتأمين الممتلكات العامة والخاصة "
أغلق وزير الداخلية جهاز التلفزيون الذي أمامه بعد أن استمع إلي هذا النبأ العاجل في غرفة مكتبه ، في حين سأله مدير أمن الدولة : هنعمل ايه دلوقتي يا باشا ؟
الوزير : زي ما هتلر قال .
مدير أمن الدولة : أفندم .
الوزير : إذا أردت أن تسيطر على الناس أشعرهم أنهم في خطر ..
سكت لحظات ثم تابع : اسمع الكلام اللي هأقول لك عليه ده ، ونفـّذه بالحرف الواحد .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
في خطوات ثابتة قطع العقيد جمال الممر المؤدي إلي عنابر السجناء ، وأمر العسكري الواقف على أحد الزنازين بفتح الباب ، داخل الزنزانة كان يوجد رجل مفتول العضلات يجلس على الأرض ، للحظات ..  لم ينتبه هذا الرجل لدخول الضابط قبل أن يرى خياله ، ولما اقترب منه الضابط وصار على بعد أقل من متر منه رفع الرجل رأسه مبتسما هامّا بالنهوض ، فاردا كف يده اليمنى وهو يرفعها إلي جبينه قائلا : باشا .
لم ينتظره العقيد جمال حتى ينهض ، رفع فوهة مسدسه نحو رأسه ، وأطلق رصاصتين ، فانفجرت جمجمة الرجل .
 ــــــــــــــــــــــــــــــ
-     " أعزائي المشاهدين جاءتنا الآن أخبار مؤكدة من وزارة الداخلية بتقول ان فيه أكتر من خمستالاف سجين هربوا من السجون ، ونهيب بالسادة المواطنين توخي الحذر والحفاظ على مساكنهم وممتلكاتهم الخاصة "
أغلق اللواء محمد رئيس مباحث قطاع السجون جهاز التليفزيون الذي أمامه في غرفة مكتبه قائلا : ايه الخبر ده ؟ ... مش معقول ... اللي حصل ف الأقسام  مش ممكن يحصل ف السجون ، دول عايزينها تبقى جهنم .
استمع إلي طرقات على باب مكتبه قال : ادخل . فدخل أحد الضباط برتبة رائد مؤديا التحية العسكرية قائلا : تمام يا فندم
-          اللواء محمد : فيه ايه يا أحمد .
-          الرائد أحمد : جمال باشا يا فندم .
-          اللواء محمد : ماله ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ 
- " إنت ازاي يا فندي انت تضرب نار على مسجون أعزل ؟ مين اللي قال لك تعمل كدة ؟ أنا فاهم كل حاجة كويس، أنا هأقدمك للمحاكمة العسكرية وهأحاكمك بنفسي " هكذا قال اللواء محمد للعقيد جمال بلهجة حادة غاضبة قبل أن ينصرف من أمامه متجها نحو عنابر السجناء ، حيث كان السجناء كل منهم يمسك بملعقة أو اناء شرب يطرق بها على الباب الحديدي لزنزانته ، محدثين صوتا يعبر عما بداخلهم من سخط . وقف اللواء محمد أمام عنابر السجناء وعلى مرئى منهم ، أخرج سلاحه من جيبه رافعا يديه لأعلى ممسكا به ، ضاغطا على زر اخراج خزينة الطلقات ، لتهوى الخزينة على الأرض ، ثم وضع سلاحه في جيبه مرة أخرى ، داخلا العنبر واقفا شامخا متأملا السجناء من حوله ، فهدأت أصوات الطـَرق رويدا ، حتى ساد المكان الهدوء ، قبل أن يقطعه اللواء محمد بصوته الحازم قائلا :" القانون ... لازم يتطبق ع الجميع ، والظابط اللي أخطأ أنا هأحاكمه بنفسي" . كان للواء محمد عند السجناء قدرا من الحب والاحترام ، للكثير والكثير من المواقف التي شاهدوها منه طيلة السنوات السابقة ، كان هذا الحب وهذا الاحترام جديرين بأن يصدقوه .
غادر اللواء محمد عنبر السجناء وقبل أن ينصرف قال لهم : أنا بايت معاكم انهاردة ، ومتقلقوش ... محدش هيقدر يمس شعرة واحدة منكم طول مانا موجود .

كان التصميم الهندسي لمبنى السجن عبارة عن أربعة قواطع يتوسطهم فناء يفصل بين عنابر السجناء ومكاتب الضباط والاداريين ، وعلى أطراف المبنى توجد أربعة أبراج مراقبة لحماية مبنى السجن و منع من تسول له نفسه الهروب من السجن ، وأثناء مرور اللواء محمد بفناء السجن ، متوجها نحو مكتبه ، انطلقت عدة طلقات نارية من سلاح آلي يحمله صاحبه من أعلى أحد أبراج المراقبة التي بداخل مبنى السجن . اخترقت الطلقات جسد اللواء محمد وأصابت العديد ممن حوله .

ساد الغضب والسخط مبنى السجن ، فـُتحت أبواب الزنازين ، وأبواب البوابة الرئيسية لمبنى السجن ، خرج منها السجناء ، انتشروا يمينا ويسارا ، وامام مبنى السجن كانت هناك مجموعة من سيارات الأمن المركزي ، التي أقلت بعض السجناء وانطلقت .
يـُتبع

الخميس، 11 أغسطس 2011

مانتاش معدي


                                    ( إهداء إلى بطل المدرعة ) 


عمّ الفساد..
والظلم ساد..
ولو هنصرخ نقولوا آآآآه..
نلقى العصا..
مُدرّعة.. .
تشـُق الطريق..
تصفـّى دم.. .
وتزهقْ ف أرواح العباد 
صعبت عليا نار الغضب..
تطفيها مايّة أرضها..
صعبت عليا الخـََـلــْق..
تهرب من حلمها.. .
والطوفان..
جاى يغرّق..
نبتة أمل..
لسة بتحبى ف مهدها 
من غير ما أفكر..
سبقتنى لـيه خطوتى..
وِقـفـْت قـُدام قوته..
وايمانى هو قوتى..
بصيت ف عينه لجل ما أزلزله..
وقلت له..
مانتاش معدى..
إلا فوق جثتى 


ضد الطوفان (2)


صباح الخميس 27 يناير 2011
دخل رئيس الوزراء مكتبه وعلى وجهه علامات الأرق والقلق ، لم ينل قسطا كافيا من النوم في الليلة السابقة ، مثله مثل الكثيرين من الوزراء وكبار رجال الدولة ، فعلى الرغم من نجاح قوات الأمن المركزي في طرد المتظاهرين من الميدان في اليوم الأول ، إلا إن المظاهرات ما زالت مستمرة لليوم الثالث ، والأعداد تتزايد ، وكذلك الاهتمام الاعلامي العالمي ، والجميع ينتظر غداً قريبا ، لا يعلم أحد ماذا ستكون عواقبه ، فالغد هو الجمعة ، ومعظم المصريين لا يفوتون صلاة الجمعة ، حتى اللي مبيصليش خالص ، بيصلي يوم الجمعة ، وهذه الجمعة ليست ككل الجمعات السابقة ، إن البعض يطلق عليها جمعة الغضب ، يجتمعون ويتناقشون ويقررون ، لا يتواجدون في مكان واحد في لقاءاتهم ، فيسهل القبض عليهم بمقتضى قانون الطوارئ الذي يمنع التجمهر ، ولكنهم ألوف الأشخاص ، في ألوف الأماكن ، يجتمعون بالانترنت ، وشبكات التواصل الاجتماعي ، انقطع تفكير رئيس الوزراء برنين الهاتف ، قائلا : ألو .. أيوة يا حبيب .. التلات شركات ؟! أيوة بس حاجة زي دي مش هأقدر أعملها إلا لما أرجع فيها للريس . 
بدا من صوت وزير الداخلية غضبه وهو يصيح: إنت فاكر يعني قرار زي ده أنا هأخده من دماغي ؟! ده كان الريس يطيرها من على رقبتي .
ما لبث وزير الداخلية أن أنهى جملته حتى أنهى المكالمة ، في حين ضغط  رئيس الوزراء على ريشة الهاتف ثم قال : أيوة يا حسين ... الغي كل المواعيد انهاردة ، واتصل لي بالتلات شركات بتاعة المحمول ، والشركتين بتوع الانترنت ، عايز أقابل المسئولين بتوعهم كلهم انهاردة ... في أسرع وقت .
مساء الخميس 27 يناير 2011
كان وزير الداخلية يجلس في غرفة الاجتماعات مع مساعديه مديري الأمن المركزي والأمن العام وأمن الدولة ، تنهد وزير الداخلية قائلا : كدة خلصنا موضوع التليفونات والنت ، ايه الأخبار ؟
مدير الأمن المركزي : يا باشا اليومين اللي فاتوااستنفذوا أكتر من 30% من احتياطي القنابل والرصاص المطاطي .
 الوزير : أنا بعت أطلب كميات اضافية من الدول المصدرة ، المراكب ف السكة المهم بكرة يعدي على خير ، ايه أخبار البلطجية ؟ من غير بلطجية مش هنعرف نضرب المظاهرات .
 مدير الأمن العام : موجودين يا باشا .
نظر الوزير إلي مدير أمن الدولة قائلا : تكلم مدير المترو ، تقول لهم بكرة يقفلوا محطة التحرير ،  وتكلم التلفزيون تقول لهم يفضلوا زي ما هما كدة ، مش عايز أي خبر عن التحرير ف أي نشرة أو برنامج .
عصر الجمعة 28 يناير 2011
كانت الناس تأتي إلي ميدان التحرير من كل فج عميق ، حاولت قوات الأمن المركزي بعساكرها وبلطجيتها أن تمنع الناس من الوصول إلي التحرير ولكنها لم تستطع ، لم يستطع الرصاص أو القنابل المسيلة للدموع اثناء الناس عن الزحف نحو حريتها ، كانت الناس تقاتل للوصول إلي الميدان ، وكأنها على موعد مع النصر هناك ، في حين كان وزير الداخلية في مكتبه يستشيط غضبا ، غير مصدقا لما يحدث من حوله ، فقوات الأمن المركزي لا تستطيع الصمود ، والطوفان قادم لا يستطيع أحد أن يوقفه ، حتى أقسام الشرطة والمؤسسات الحكومية تم اقتحامها ،  رفع سماعة هاتفه ...... تحركت سيارات دبلوماسية بيضاء تطيح بلا رحمة بكل من تقابله ، توجهت مجموعة من القناصة إلى أعلى  مبنى وزارة الداخلية تقنص من  يختاره القدر ليكون شهيدا ، وبعد ساعات ... استعاد الناس ميدانهم ، بعد ان انسحبت قوات الأمن ، الأمن الذي استطاع أن يسلب حرية شعب بأكمله طيلة ستين عام ، لم يستطع أن يصمد أمام صرخة هذا الشعب أربعة أيام .
يـُتبع

الأربعاء، 10 أغسطس 2011

ضد الطوفان (1)


مساء الأثنين 24 يناير 2011
في المبنى الرئيسي لجهاز أمن الدولة ، كان (العقيد مختار) يجلس في غرفة مغلقة ، أمامه جهاز الحاسب الخاص به ، يتابع آخر التطورات على المواقع الاجتماعية ، حيث البعض يدعو الجميع ويحثهم على النزول للتظاهر في ميادين المحافظات ، ومنها ميدان التحرير بالقاهرة ، اعتراضا على الحالة السيئة التي وصلت إليها الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية بالبلاد .
استأذن العقيد مختار في الدخول لرئيسه (اللواء حسن) مدير جهاز أمن الدولة ، فسمح له اللواء حسن بالدخول ، قدم ( العقيد مختار) لـ ( اللواء حسن) الملف الورقي الذي يحمله ، لم يتناوله (حسن) من يديه ، وإنما صرخ فيه : مش وقت ورق دلوقتي يا مختار ، اشرح لي الموقف .
لم يهتز مختار من صراخ رئيسه فيه ، ليس لأن مختار لديه من الثقة الكافية في نفسه لكي لا يهتز ، وإنما لأن هذا ما عهده في رئيسه منذ أن عمل معه منذ أكثر من خمس سنوات ، فأجاب في ثبات : بمتابعة عدد الصفحات على الموقع فيس بوك والتويتر، تم رصد 5 صفحات بتشجع على المظاهرات ، ومن متابعة عدد المعجبين ، والمتابعين والتعليقات ، تم تقدير رقم 100,000 شاب على أكثر تقدير بيتابعوا الموضوع . أخرج حسن سيجارة من علبة سجائره وأشعلها ثم تراجع بظهره على الكرسي الجالس عليه ، وقال الدخان يتبعثر من فمه : أخبار اللجنة الالكترونية ايه ؟ رد مختار : التعليقات اللي بيضيفها أعضاء اللجنة الالكترونية بتأثر تأثير شديد على رأي أعضاء الصفحات ، لدرجة إن فيه أكتر من 1,000 حالة تم رصدها كانت بتؤيد فكرة المظاهرات ، لكن اتضح من تعليقاتها بعد كدة انها تراجعت عن الفكرة ، مد مختار يده ببعض الورق ، واستطرد : دي حضرتك عينة من التعليقات اللي ..... قاطعه حسن : طيب .. طيب .. سيب لي الورق ده انت وروح على مكتبك كمّل شغلك ، مفيش نوم انهاردة ، وشدد على اللجنة يشدوا حيلهم شوية ، مستني منك تيجي تقول لي ان 50,000 واحد اقتنعوا إنهم مش هينزلوا المظاهرات .. يلا اتفضل .
- تمام يا فندم . هكذا قال العقيد مختار للواء حسن قبل أن يؤدي التحية العسكرية ويغادر مكتبه ، في حين رفع اللواء حسن سماعة التليفون قائلا : ايوة يا بني أديني السيد الوزير .
 انتظر قليلا ثم تابع : أيوة يا باشا .. بمتابعة عدد الصفحات على الموقع فيس بوك والتويتر ، تم رصد 4 صفحات بتشجع على المظاهرات ، ومن متابعة عدد المعجبين ، والمتابعين والتعليقات ، تم تقدير رقم 50,000  شاب على أكثر تقدير بيتابعوا الموضوع .... انتظر قليلا مرة أخرى ثم تابع : التعليقات اللي بيضيفها أعضاء اللجنة الالكترونية بتأثر تأثير شديد على رأي أعضاء الصفحات ، لدرجة إن فيه أكتر من 5,000  حالة تم رصدها كانت بتؤيد فكرة المظاهرات ، لكن اتضح من تعليقاتها بعد كدة انها تراجعت عن الفكرة ، معاليك أنا قدامي دلوقتي عينة من التعليقات اللي ... قاطعه الوزير : طيب .. طيب يا حسن خلاص .. روح انت دلوقتي كمّل شغلك ، مفيش نوم انهاردة ، وشدد على اللجنة يشدوا حيلهم شوية ، مستني منك تيجي تقول لي إن مفيش ولا واحد اقتنعوا إنهم هينزلوا المظاهرات .. يلا اتفضل .
كان القصر الرئاسي كعادته ، يخيم الهدوء على أركانه ، فنجلي الرئيس كل في غرفته ، مع زوجته ، أما حرم السيد الرئيس تجلس في مكتبها بالدور الأرضي تمسك في يدها برواية فرنسية تقرأها ، أما السيد الرئيس في غرفة نومه يجلس على كرسي الانتريه الملحق بغرفة النوم ، يتابع قناة الأخبار الأمريكية CNN  ، في حين دق على الباب شخص ما ، فقال الرئيس : ادخل ، فدخل أحد الظباط المكلفين بالحراسة الخاصة من قوات الحرس الجمهوري ، قائلا : تليفون لسيادتك يا فندم من السيد وزير الداخلية ، أومأ الرئيس برأسه ، ثم شاور بيده اليسرى أي انصرف ، فأغلق الضابط الباب ، في حين رفع الرئيس سماعة التليفون قائلا : أيوة يا حبيب ، قال الوزير : مساء الخير يا فندم ، قال الرئيس : عايز ايه خلّص ، رد الوزير : حبيت أبلغ سيادتك بأخر التطورات بخصوص بكرة يا فندم ، رد الرئيس : يا حبيب .. انت مش عارف شغلك ، هي أول مرة ،  متوجعشي دماغي .. واتصرف ، هما كلهم على بعضهم كام واحد يعني ، رد الوزير : يا فندم تم رصد 3 صفحات بتشجع على المظاهرات ، ومن متابعة عدد المعجبين ، والمتابعين والتعليقات ، تم تقدير رقم 10,000 شاب على أكثر تقدير بيتابعوا الموضوع ، لكن اطّمن سعادتك ، العدد مش هيوصل 5,000 ، احنا عندنا ناس شغالة كويس في اللجنة الالكترونية . 
يُتبع