الاثنين، 15 أغسطس 2011

بنحبك .. يا ريس


أغسطس 1991
المكان : قرية في الريف المصري

أمام مبنى الهيئة الزراعية وقف وحوله العشرات من أهالي القرية يقول لهم بلكنته الريفية : " كل اللي عنده بجرة أو جاموسة يطلعها على الطريج العمومي ، والأستاذ (حسّاب ) أمين الخزنة في اللجنة الزراعية هيدي كل واحد فيكوا خمسة جنيه على كل راس ، يعني اللي يجيب راس هياخد خمسة جنيه ، واللي يجيب راسين هياخد عشرة جنيه ، وكل سنة وانتو طيبيييين . "
كان سيادة رئيس الجمهورية في المقعد الخلفي لسيارته  محاطا بعدد كبير من السيارات والموتوسيكلات التابعة للحرس الجمهوري ، متوجها نحو احدى القرى الريفية لتصوير لقاء تليفزيوني مع بعض المزارعين وسط الأرض الزراعية ، وأثناء مروره رأى أعدادا هائلة من الأنعام على جانبي الطريق ، ابتسم الرئيس وسأل أحد رجال الحرس الجالسين في المقعد الأمامي للسيارة : ايه ده يا فريد ؟
رد عليه فريد قائلا : دي ثروة حيوانية يا باشا ، البلد فيها خير.. معاليك .
لم تكن تعلم الأنعام أن هناك صفقة ما قد تمت ، وأموال قد دُفعت ليصطفوا في انتظار رؤية سيادة الرئيس لهم .
* * * * * *

أغسطس 2011
المكان : أكاديمية الشرطة – القاهرة

أمام مبنى الأكاديمية وقف العشرات من محبي سيادة الرئيس المتنحي المعارضين لمحاكمته ، لأنه بطل حرب اكتوبر ، ورمز وطني ، ويعتبر الأب الروحي لهم ، وقفوا يرددون : " هنهدّ السجن ونولع فيه .. لو حسني مبارك حكموا عليه " ... " اللي حصل ف العراق .. مش هيحصل لأبو علاء " .. " بنحبك .. يا ريس "
كان الرئيس المخلوع في طيارته محاطا بعدد كبير من الأطباء التابعين لمستشفى شرم الشيخ ، متوجها نحو أكاديمية الشرطة بالقاهرة ، حيث محاكمته لقتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير ، لاحظ محامي الرئيس المخلوع أن حالة الرئيس النفسية والمزاجية سيئة ، فشغّل جهاز التلفزيون الموجود بالطائرة ، والذي كان يعرض المحاكمة على الهواء مباشرة ، رأى الرئيس أعدادا غير هائلة من الأنام يقفون أمام مبنى الأكاديمية يهتفون له ، ابتسم وسأل محاميه : ايه ده يا فريد ؟
رد عليه فريد قائلا : دول الناس اللي بيحبوك يا ريس .. البلد لسة فيها خير.. معاليك .
لم يكن يعلم الأنام أن هناك صفقة ما قد تمت ، وأموال قد دُفعت ليصطفوا في انتظار رؤية سيادة الرئيس لهم .